الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة لجنة صلوحية الملاعب في حاجة الى صلوحية.. وما حصل للإعلاميين عار على الكرة التونسية!

نشر في  17 فيفري 2016  (11:21)

استأنفت بطولة الرابطة " المحترفة " نشاطها في نهاية الأسبوع الفارط بعد راحة طويلة نسبيا بمناسبة مشاركة المنتخب الوطني في نهائيات كأس افريقيا للاعبين المحليين، وقد كنا نمنّي النفس صراحة بأن تختفي كل مظاهر العنف اللفظي والمادي والاحتجاجات والاتهامات وهفوات الحكام ومظالم التحكيم وكل الممارسات والمشاهد التي مللناها ومللنا الحديث عنها، لكن كل هذه الآمال والأمنيات سقطت في الماء مع الإطلالة الأولى للجولة الأولى من مرحلة اياب الرابطة الأولى، الاحتجاجات عادت بقوة ومعها اكتساح الميادين من قبل المرافقين والمسيّرين التي حضرت في جلّ الملاعب، وأداء الحكام كان مهزوزا ورافقه غضب كبير من المرسى والقيروان وعديد النوادي الأخرى وهو ما يجعلنا نخشى مرّة أخرى أن يحصل ما لا يُحمد عقباه إذا ما تواصل الصمت وحالة الانفلات في ملاعبنا خصوصا في الشطر الثاني من البطولة الذي سيكون فيه التنافس على أشده بين الجمعيات سواء تلك التي تلعب من أجل ضمان البقاء ومن أجل الفوز بلقب البطولة.. وبالتالي أصبح المكتب الجامعي مطالبا بتوفير أفضل الظروف من أجل نهاية موسم دون مشاكل ودون عواصف ودون حروب لا باردة ولا ساخنة، وذلك لن يتحقق سوى بتكريس العدالة الرياضية على أرض الواقع والحزم في تطبيق القوانين الرادعة على المخالفين والمتجاوزين والمذنبين، حكاما كانوا أو مسيرين ولاعبين..
فالبلاد لن يُصلح لها حال إذا لم تُحترم ولم تُطبَّق فيها القوانين المنظّمة لحياة الناس، ونفس الشيء ينطبق على الكرة والبطولة والأنشطة الرياضية التي تتحكّمها وتحكُمُها القوانين التي تبقى وحدها الفيصل بين الفرق وهي بمثابة الدستور الرياضي الذي يحتكم اليه الجميع ويلتزمون بأحكامه وقراراته..
ما شاهدناه في نهاية الأسبوع الفارط هو عبارة عن صفارات إنذار تحذّر لما هو أفظع إذا ما تواصل الوضع على ما هو عليه وإذا ظلّت دار لقمان - عفوا - دار الجامعة على حالها، ذلك أن الواجب يفترض التحرّك في كل الاتجاهات للتصدّي لتيار العنف والقضاء على أسبابه بما في ذلك المظالم التحكيمية..
نبقى مع البطولة ونفتح مرة أخرى قوسا صغيرا على ملعب علي الزواوي بالقيروان حيث وقع تنصيب منصة صحفية هي بدعة وسابقة لم تحصل لا في افريقيا ولا في أي منطقة أخرى، منصة هي عبارة على سلاليم مخصصة للبناء ويستعملها المقاولون لأشغالهم، يُجبرون الصحافيين للصعود عليها للقيام بوظيفتهم دون التفكير في العواقب والأخطار التي تتربّص بهم..
بصراحة تلك التي أطلقوا عليها منصة ليس لها علاقة بالمنصات، وهي إهانة للإعلاميين واحتقار للمهنة الصحفية وعدم احترام للصحفيين وللمؤسسات الصحفية التي تساهم في انتشار اللعبة والتعريف بها وفيها من يدفع الأموال الطائلة من أجل اقتناء حقوق بث المباريات وبالتالي المساهمة في دعم صناديق النوادي التونسية ماديا بمبالغ تصل الى قرابة 7 مليون دينار تونسي بالتمام والكمال، وأبسط الأشياء كانت تفرض على النوادي التي عُهدت اليها مهمة تنظيم المباريات ومعها البلديات أن تضع ذلك في الاعتبار وتوفّر الحد الأدنى المطلوب لوسائل الاعلام وممثليها للقيام بواجبهم على النحو المطلوب..
من جهة أخرى لا يُمْكِنُ أن نمرّ دون الحديث عن الوضعية المزرية التي أصبح عليها ملعب 15 أكتوبر ببنزرت والذي بات يمثّل تهديدا واضحا لصحة وسلامة اللاعبين وهو ما يجعلنا نتساءل على مدى مصداقية لجنة منح صلاحيات الملاعب خاصة وأن ما نشاهده ونلاحظه أن أغلب الملاعب غير مؤهلة لاحتضان المباريات وأن شهادات الصلاحية تُعطى وتُمنح خوفا من بعض الجمعيات وحتّى بعض الجهات وتلك المصيبة الكبرى.

 بقلم: عادل بوهلال